من الخارج يمكن أن تبدو القيادة سهلة للعين غير المجربة، وقد يرى الناس أن القادة يملكون وظيفة مريحة؛ إذ لديهم مكتب وثير وفي أحسن موقع في المنظمة، وليس لديهم ساعات عمل محددة، وبأيديهم كل القرارات.
وهذه الأشياء تبدو رائعة لوهلة، وفي بعض الأحيان هي كذلك، ولكن هؤلاء الأشخاص الذين ينظرون إلى القيادة من الخارج يغفلون عن الكثير مما يحدث في عالم القيادة وتحدياته اليومية، إنهم ببساطة يغفلون عن العمل الشاق المتغلغل في القيادة!
قد يستغرب البعض ويتساءل: هل هناك حقا عمل شاق للقادة؟
والجواب هو نعم بالفم الملآن.
إذ يشتمل العمل الشاق للقيادة على ما يأتي:
- اتخاذ القرارات الصعبة حول العاملين في المنظمة بخصوص الترقيات والعلاوات والعقوبات والفصل من العمل وخلافه من القرارات المؤلمة. وكلما كانت دائرة العاملين أقرب إليك، كانت القرارات أصعب وأصعب.
- العمل لساعات أطول لأنك رضيت بأن تؤدي أداءً جيداً فقط وأنت تطمح للأفضل.
- محاولة التكيف مع الأوضاع المالية الصعبة في ظل تحديات اقتصادية (كالوضع أثناء الكوفيد مثلاً)، أو - على النقيض - التأقلم مع الأوضاع المالية الممتازة وما تجره من توقعات عالية من قبل المساهمين والعاملين.
- عدم الاتفاق مع مجلس إدارتك أو المديرين التنفيذيين حول موضوع استراتيجي أو تشغيلي مهم، مع احتفاظك بالكلمة الأخيرة والقرار النهائي حوله.
وما ذكر سابقاً هو غيض من فيض، ولا ينتهي العمل الجاد للقادة عند هذا الحد، فهناك قدر لا يُحصى من العمل الشاق الذي يتعين على القادة القيام به، إذ يستمر عملهم لفترة طويلة بعد إغلاق المكاتب وانتهاء ساعات العمل الرسمي، وعودة الأشخاص إلى منازلهم ، وحتى بعد ذهاب الناس إلى الفراش.
إن عمل القائد طويل وشاق، وفي كثير من الأحيان لا يحظى بالتقدير، ولكن عمل القائد يمكن أن يكون مجزيًا كذلك، فالقائد يعرف أن عمله له معنى كبير وخاص وإن كان غير ظاهراً للجميع، فيواصل المضي قدمًا لأنه يعرف أن العمل الذي يقوم به (وفريقه) اليوم سيؤتي ثماره في المستقبل.
الخلاصة أن القيادة عمل شاق ولكنها أيضًا عمل مجزي 😶
Comments